قال شيخ الإسلام : "ومما ينبغي أن يعرف ما قد نبهنا عليه غير مرة؛ أن شهادة الكتب المتقدمة لمحمد صلى الله عليه وسلم -إما شهادتها بنبوته، وإما شهادتها بمثل ما أخبر به- هو من الآيات البينات على نبوته ونبوة من قبله، وهو حجة على أهل الكتاب، وعلى غير أهل الكتاب من أصناف المشركين والملحدين، كما قد ذكر الله هذا النوع من الآيات في غير ما موضع من كتابه، كما في قوله تعالى: ((أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ))[الشعراء:197]، وقوله: ((فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ))[يونس:94]، وقوله: ((قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ))[الرعد:43]، وقوله: ((وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ))[الأنعام:114]، وقوله: ((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ))[البقرة:146]، وقوله: ((وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ))[المائدة:83-84]، وقوله: ((إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا))[الإسراء:107-109]، وذلك مثل قوله في التوراة ماقد ترجم بالعربية: (جاء الله من طور سينا ".
هذه هي العبارة الأولى، ومن دقته رحمه الله أنه يأتي بها من عدة ترجمات حسب النسخ، وهذه العبارة موجودة في التوراة إلى اليوم، وقد وجدتها في الطبعة التي عندي، وهي طبعة بيروت عام (1977م) وكل الطبعات الحديثة تقريباً سواء.